رسام هو ...يجيد ان يلظم الالوان وجوها وسيمة يداري بها ملامح اختطت وجهه عبثا ...مشكلته منذ ايام فتاة يصادفها عند محطة الباص في الصباح ..هي جميلة جدا كانها رسمت رسما ... عيناها تتغيران بين اللون الازرق و الاخضر تبعا للون ملابسها .... حاجباها ...شفتاها اجمل من ان تكون حقيقية ...مذهلة هي . .
بسرعة.. يحدثها عن مشاعره نحوها ... عن نفسه وعن فنه ...
ساخرتا تصده ..فليس في شكله ما يرضيها وليس في فنه ما يرضيها ...هي لاتدرك من اللوحة الا سعرها. .. الوانها اصباغ مكياج ... فتى احلامها....وسيم.
واضحة تماما كانت كجمال وجهها ...
صمت ..ثم صمت
مضى بها الباص ...
دبت في جسده بعد حين نبضة ....مشت قدماه نحو منزله و راسه مطرق .. الم يعتصره ...افكار تفور ...صعد السلم نحو شقته ....شعر بحر شديد يلفح وجهه و كل راسه اتجه نحو المغسلة فتح صنبور الماء ودس راسه تحته.. مد يده الى الصابون وبدأ يدعك بها وجهه ...تمنى ان يغسل عن وجهه تلك الملامح القبيحة ... ظل يدعك وجهه بالصابون بقوة .... رفع رأسه وتطلع الى المرآة ... وياللهول...... انمحت ملامحه ....اذهله المشهد .. شي كوجه مخدته... مرت لحظات من رعب ... وبلا وعي مد يده الى علبة اصباغ كانت امامه .... فتحها ودس اصبعه فيها ثم اختط على وجهه خطا قصد به ان يكون حاجبا ...ثم خطا ثانيا ثم رسم له فما وانفا وعينان ....بدء يتدارك نفسه .... غسل وجهه ورسم ملامح اجمل ....غسلها ورسم ملامح اجمل ثم اجمل... تسربت السكينة الىنفسه .....دغدغت ملامحه المليحة روحه ....
مرت في ذهنه صورة تلك الفتاة...هل ياترى سيعجبها شكله الجديد هذا !!
كرر المحاولة مرات عدة ...و عند الليل كان قد رسم له وجه جميل جدا.
في الصباح غير على عجل لون عينيه إلى العسلي لينسجم مع لون قميصه الأصفر .
عند محطة الباص يقف مرتبكا بوجهه الجديد وملابسه الجديدة ينتظر قدومها بقلق شديد...جائت ...رمقته بنظرة ... ثم نظرة ...ثم نظرة ....
يالهي ايعقل انها مهتمة بي ... بوجهي الجديد الجميل!! .
مرت ايام قليلة ملئى بالنظرات الملئى ... اخذته نظراتها نحوها .. تبادلا كلمات الاعجاب.. وكلمات الحب بعد ايام .... ومزيدا من الحب بعد ايام...
في تلك الايام الشتائية الباردة كان لهيب العشق يتاجج داخل نفسيهما ....
وتوالت اللقائات الدافئة ...
وفي اخرها وبينما كان كل منهما غارقا في عيني حبيبيه الملونتان بدات قطرات المطر تتساقط...لم يعبأ الحبيبان الغارقان بالمطر وهو ينهمر على راسيهما ...
وتنساب ببطأ قطرة ماء شفافة من بين خصل الشعر النحاسي فتمر عبر الجبين ومن فوق الحاجب الاسود فيسيح معها وتنزل على العين فيسيل اللون الازرق ببطئ عبر الوجنة الوردية على الشفتان الرمانيتان ..وتسقط القطرة من عند الحنك رمادية .. وينهمر القطر فتختلط الالوان وتسيح الملامح ...وبقايا العيون تشخص مذهوله نحو بعضها ...
يدرك انها ايضا ..رسامة