مجموعه قصائد قصيره لنزار قبانى

عباده

حبك يا عميقة العينين
تطرفٌ .. تصوفٌ.. عبادة
حبك مثل الموت والولادة
صعبٌ بأن يعاد مرتين
***********

الحافيه
صامتةٌ أنت..
فهل تدرين بأن يديك الصامتتين..
كتابا شعر؟
حافيةٌ أنت..
فهل تدرين بأن امرأةً حافية القدمين
تغير إيقاع التاريخ،
وتقلب خارطة الدنيا،
وتطيل العمر؟
************
قدر انتى بشكل امراءه

قدرٌ أنت بشكل امرأة..
وأنا مقتنعٌ جداً بهذا القدر
إنني بعضك، يا سيدتي
مثلما الآه امتداد الوتر
مطر يغسلني أنت.. فلا
تحرميني من سقوط المطر
بصري أنت. وهل يمكنها
أن ترى العينان دون البصر؟

***********
بلا كلمات

لأن كلام القواميس مات
لأن كلام المكاتيب مات
لأن كلام الروايات مات
أريد اكتشاف طريقة عشقٍ
أحبك فيها بلا كلمات
*************
لن تخلصى منى

لن تهربي مني ..
فإني رجلٌ مقدرٌ عليك
لن تخلصي مني..
فإن الله قد أرسلني إليك
فمرةً أطلع من أرنبتي أذنيك..
ومرة أطلع من أساور الفيروز في يديك
وحين يأتي الصيف يا حبيبتي
أسبح كالأسماك
في بحيرة عينيك..
************
التعاريف

أنا ضد كل التعاريف في الحب..
فهي جميعاً قوالب..
وضد جميع الوصايا القديمة،
ضد جميع النصوص،
وضد جميع المذاهب..
فلا يصنع الحب إلا التجارب..
ولا يصنع البحر.. إلا الرياح وإلا المراكب
ولا يستطيع الحديث عن الحرب.. إلا المحارب
أنا أفعل الحب.. لكن إذا سألوني عنه.
فإني أفضل أن لا أجاوب
*************
المحاكمه

يعانق الشرق أشعاري .. ويلعنها
فألف شكر لمن أطرى . . ومن لعنا
فكم مذبوحة . .دافعت عن دمها
وكل خائفة أهديتها وطنا
وكل نهد . .أنا أيدت ثورته
وما ترددت في أن أدفع الثمنا
أنا مع الحب حتى حين يقتلني
إذا تخليت عن عشقي .. فلست أنا
**************

الافتتاحيه

إلى امرأة لا تعاد
تسمى . . مدينة حزني
إلى من تسافر مثل السفينة في ماء عيني
وتدخل وقت الكتابة
ما بين صوتي وبيني
أقدم موتي إليك .. على شكل شعر
فكيف تظنين أني أغني؟
************

الطيور السويسريه

حملت جرائدي العربية
وجلست لأقرأها
على ضفاف بحيرة جنيف
فجأةً..
هربت مئات الطيور، مذعورة
كأنها خافت على ثقافة أولادها
من عناوين جرائدي..
وأخبار بلادي...
***********
ماذا ستفعل

لا تقبلني بعنفٍ..
زهرة الرمان ليست تتحمل..
لا تقبلني..
فلو ذاب فمي..
ماذا ستفعل؟