لم يصبح هز محمد أبو تريكه شباك منافسيه أمراً استثنائياً، فعادته التهديفية خاصة في الأوقات الحرجة هي التي جعلت منه نجماً متربعاً في قلوب جماهير القلعة الحمراء، ولكن الأهداف الستة الأخيرة للاعب النادي الأهلي والمنتخب المصري كان لها طعماً مختلفا وحسابات أخرى.
فبعدما اضطر أبو تريكه للغياب عن التهديف فترة ليست قصيرة لإصابة الركبة التي لحقت به أواخر الموسم الماضي وحمل آثارها معه في الموسم الجديد، نجح اللاعب ذو الأعوام الـ30 في استعاده بريقه وقدراته التهديفية محرزاً ستة أهداف مؤثرة خلال الفترة القصيرة الماضية سواء للمنتخب المصري أو للنادي الأهلي على الصعيدين المحلي والإفريقي.
وخلال الشهرين الماضيين سجل أبو تريكة ستة أهداف حاسمة من بينهم أربعة أهداف دولية، وهدفين محليين، ويعد أهمها هدفه مع المنتخب في مرمى الكونجو الديمقراطية في تصفيات كأس العالم، والذي حمل معه بطاقة تأهل الفراعنة للتصفيات النهائية، كما كان هدفه الأول في التصفيات.
أما الأهداف الخمسة الباقية كانت بقميص الأهلي، مشاركاً في حسم تأهل ناديه للدور قبل النهائي من دوري أبطال إفريقيا بثلاثة أهداف، بواقع هدف في مرمى كل من ديناموز هراري بطل زيمبايوي والزمالك ثم أسيك ميموزا الايفواري.
وكان هدف تريكه في مرمى ديناموز هو هدف الفوز القاتل الذي ضمن للأهلي التأهل للدور قبل النهائي، ثم جاء هدفه في الزمالك ليحرم الفريق الأبيض من تحقيق أول فوز على الأهلي منذ فترة طويله كما منح الأهلي صدارة المجموعة.
وأخيرا سجل أبو تريكة أول هدفين له على الصعيد المحلي هذا الموسم في مرمى بتروجيت ليمنح الأهلي فوزا كبيرا برباعية نظيفة.
المهام الصعبة
وأعادت أهداف أبو تريكة القاتلة للأذهان نجاحاته في حسم العديد من المباريات الصعبة التي واجهها سواء مع المنتخب أو الأهلي.
وسجل أبو تريكة بضعة أهداف حاسمة لمنتخب مصر مثل ركلة الجزاء الأخيرة والحاسمة في مرمى المنتخب الإيفواري في نهائي كأس أمم إفريقيا 2006، وهدف الفوز في مرمى الكاميرون في نهائي كأس أمم إفريقيا 2008.
وأحرز صانع الألعاب الدولي أهدافا تاريخية مع الأهلي أشهرها على الإطلاق في مرمى الصفاقسي التونسي في الثانية الأخيرة في اياب نهائي دوري أبطال إفريقيا 2006 والذي منح الأهلي الكأس الثمينة، وهدف التعادل الثاني في مرمى الزمالك في نهائي كأس مصر 2007، وهدف الفوز بكأس السوبر عام 2007 في مرمى إنبي في الدقيقة الأخيرة من اللقاء، وهدف الفوز على الزمالك في الدور الاول للدوري موسم 2007-2008.
وساهم أبو تريكه بقوة في حصول نادي القرن الإفريقي على الميدالية البرونزية في في كأس العالم للاندية 2006 محرزاً هدفي الأهلي في مرمى كلوب أمريكا المكسيكي في مباراة تحديد المركز الثالث.
أرقام قياسية
إلا أن استعادة الذكريات لم تكن فقط ما ميز تلك الأهداف السته، وإنما أعلنت عن رغبته في معادلة وتحطيم بعض من الأرقام القياسية المحلية وقد تساعده للمنافسه على لقب هداف العالم لعام 2008 إن واصل التألق والتسجيل بالمعدل نفسه.
ورفعت الأهداف الأربعة الدولية التي سجلها أبو تريكة خلال الشهر الماضي رصيده من الأهداف الدولية في عام 2008 إلى ثمانية أهداف أضافها إلى أهدافه الأربعة مع المنتخب المصري في كأس أمم إفريقيا غانا 2008.
.. ومع المنتخب
ورغم أن أبو تريكة كان خارج قائمة ترتيب هدافي العالم لعام 2008 في تصنيف الشهر الماضي والتي ضمت 60 لاعباً سجلوا خمسة أهداف أو أكثر، الا أنه دخل بقوة في تصنيف الشهر الحالي ليحتل المركز الـ24 عالميا ليصبح منافسا قويا على صدارة هدافي العالم لعام 2008.
وقد يساعد أبو تريكة على زيادة رصيده التهديفي حتى نهاية العام خوض مصر لقاء سهل أمام جيبوتي في تصفيات كأس العالم، إضافة إلى أربع مباريات مع الأهلي في دوري أبطال إفريقيا في حال وصوله للنهائي.
وتزيد فرص أبو تريكة في التسجيل في حال فوز الأهلي بدوري أبطال إفريقيا ومشاركته في كأس العالم للأندية ولعبه مع المنتخب في مباراتين وديتين شهري نوفمبر وديسمبر.
وعلى الصعيد المحلي وتحديداً في مباراة القمة والصدام التقليدي بين الأهلي والزمالك، يعد هدف أبو تريكة في مرمى الغريم الأبيض هو التاسع في مرمى الزمالك، ما وضعه في صدارة هدافي مباريات القمة من فريق واحد، متفوقاً على كل من توتو وصالح سليم وعلاء الحامولي وعماد متعب الذين سجلوا ثمانية أهداف لكل منهم.
وتساوى أبو تريكة مع حسام حسن الذي سجل تسعة أهداف ولكن بقميصين مختلفين إذ سجل الأخير خمسة أهداف مع الأهلي وأربعة أهداف مع الزمالك. وباتت الفرصة متاحة لأبو تريكة لتسجيل الهدف العاشر والانفراد بالصدارة خاصة بعد اعتزال حسام حسن ورحيل عماد متعب إلى اتحاد جدة.
وإفريقياً، رفعت الأهداف الثلاثة التي سجلها أبو تريكة للنادي الأهلي في دوري أبطال إفريقيا رصيده في بطولات إفريقيا للأندية إلى 18 هدفا متخطياً العميد الذي سجل 17 هدفاً مع الشياطين الحمر، ويصبح أبو تريكة ثاني هدافي الأهلي على المستوى الإفريقي على مر التاريخ بعد محمود الخطيب الذي سجل 37 هدفاً للأهلي في بطولات إفريقيا للأندية.
وعلى مستوى مصر تساوى أبو تريكة مع جمال عبد الحميد الذي سجل 18 هدفا، واقترب أبو تريكة من عبد الحليم علي الذي سجل 23 هدفا للزمالك وحسام حسن الذي سجل 27 هدفا مع كلا من الأهلي والزمالك.
أما محلياً، فيظهر هدفي أبو تريكة في مرمى بتروجيت ليرفعا رصيده من الأهداف المحلية في الدوري المصري إلى 80 هدفاً مقسمة 27 هدفاً مع الترسانة و53 مع الأهلي، ليقترب من الدخول في نادي المائة المصري والذي يضم ستة لاعبين هم على الترتيب حسن الشاذلي 176 هدفا ، وحسام حسن 168 هدفا، ومصطفى رياض 123 هدفا، وسيد الضظوي 112 هدفا ، ومحمود الخطيب 108 هدفا ، وأحمد الكأس 107 هدفا.
وتبدو الفرصة سانحه لأبو تريكة لدخول نادي المائة خاصة أن أقرب لاعب إليه هو مهاجم الزمالك عبد الحليم علي والذي سجل 77 هدفا، ولكنه قد يجد صعوبة في الوصول للهدف المائة خاصة وأنه تخطى عامه الـ35.