رسائل إلى حبيبي

يا سيدي

كم قد أرسلت إليك

وكم غنيت وكم صـورت

وكم فصلت عليك

قصيـدة حـبْ

ولكم صليت كثيـرا

أن يحفظـك الربْ

ولقـد عذبنـي عنك البعـد

كمـا حيرني منـك القـربْ

إن كنت مللت هـواى

فـلا تعقـد

أنِّي سوف أشن عليك الحـرب

وسـأمضي مثـل السيف

أدافع عنـك

وأدخـل كل طريق صعـبْ

لكني لا أطلب حبـا

لا يحشد كل الشـوق

على جنبـات الدربْ


أنـا أرفض أن أبقى

في مملكـة هـواكِ ليـومٍ

مثـل الملكة المخـلوعْة

أرفض أن أطلب حبك قسـرا

باسم الحق المشـروعْ

أنا لا أدخل مملكـة الحب

بسيف ودروعْ

إلاّ لحن قصيـدة شعـرٍ

يرقص في أضـواء شمـوعْ

أدعـو فيه حبيبة قلبـي

في نغـم سحريِّ الإيقـاع بديعْ



أنـا لا أعتمـد الحب

شجـىً ودمـوعْ

وأنـا لا أومن ..

سيـدي بالحبِ كتابـاً نقرأه بخشـوعْ

أرفض أن أتسـول بعض الحب

على بوابـة قلبـك

في ندم وخضـوعْ

أرفض أن أهـوى كالقربان

علـى قدميـك صـريعْ

أرفض حبا لا يخطفنـا مثل الموجِ

فنغـرق فيـه ونضيـعْ

أرفض شـوقـاً

لا يتفجَّر تلقائيـا..مثل النبـع

فما جـدوى.. شـوق مصنوعْ



يا سيدي


يا صاحبـ القلب الخصـبْ

يا دافق الحس العـذب على صحـراء الزمن الجـدبْ

أنا مثلك أحمـل حسـا مشبوبا

وفـؤادا صبْ
لي في الحب طـريق

قد صـار اليوم غريبـا صعبْ

أنـا لا أقترف الحب على

أسـلوب الدلالين ..ولا

أعتمـد الحب طعـاما

ينسـاب عليـه سيل لعـاب

المنهـومين .. وأرفض كل خـداع الأفاقـين .. وأيـة

سمسـرة في الحـبْ

بل عندي الحب ..

قصيدة شعـرٍ تعزفهـا أوتار القـلبْ


دورك يا سيـدي

لا ينكـره أحـد أبـدا

كنت هـواي وكنت منـاي

وكنت القصـدَ وكنت السنـدا

فيض عطائك لا ندركـه قـدرا أو نحصـره عـددا

وأنـا مشغـول من أجلك قلبـا ويـدا

قد كنت الأمس منـار الحبِ

وأنت اليوم حيـاة القـلبِ وأنت طـريق مناي غـدا


إن علينـا أن نسعى

لا أن نرسـم وجـه المقـدورْ

ونعـايش ما قد رسـم لنـا

لا أن نغضـب ونثـورْ

ما وقع فلا حيـلة فيـه

من بعـد الحيطـة والتـدبيْر إلاّ الصبـر ..

وإن الصبـرَ يفيـد كثـيرا .. ويردُّ كثـيرْ

ولقد نمشي بطـريق فرض علينـا فيـه مسـيرْ

لا عيب بنـا .. سيدي

إن لم ندرك ما نأملـه

بعـد السعـي بـلا تقصـيرْ

ولقـد كان الصعب كثيـيراً

بطريق الأمـل جواز مـرورْ

إنـَّا نومن أن الله

يقدر دومـا أحسن تقديـرْ

كـل عسير سوف يزولُ

ويعقبـه من بعـد يسـيرْ



يا سيدي

إنّـا نشقـى زمنـا حتـى

نـدرك لحظـة حـب

يفنى الدهـر على شفتى

هـوىً ويـذوبْ

كـل الدنيـا ليست تعـدل ضمـة شـوقٍ ..

عنـد لقـاء حبيبْ

ليس غريبـا .. سيـدي

من يحمـل ودّ أحبتـه

حـين يغـيبْ