في درب من دروب الخيال وفي حدث قلما ما نشاهده في مباريات الكرة القدم وفي لحظة من اللحظات التي من اجلها كانت كرة القدم هي ساحرة القلوب والألباب وستظل آسرة بسحرها المليارات لمئات السنين حقق فريق مالي عودة تاريخية امام المنتخب الانجولي في المباراة الافتتاحجية لامم افريقيا 2010 وسجل اربعة اهداف في غضون ربع ساعة ليتعادل بأربعة اهداف لكل فريق بعد ان كان متأخرا برباعية نظيفة حتى الدقيقة 79 !!
بدأت المباراة بداية بطيئة من الطرفين ولم تشهد اثارة كبيرة بعد ان وضح الفريقين في خوف من بعضهما البعض وان كانت الأفضلية دائما من نصيب اصحاب الأرض الذين نجحوا في السيطرة على الكرة دون خطورة .
وقد شهد الشوط الأول تغيريين اضطراريين للفريقين بسبب الاصابة وكان الأول لمصلحة المنتخب الانجولي بعد ان اضطر جوزيه للدفع باللاعب دجالما بدلا من ديدي المصاب .
وجاء بعد ذلك التغيير للمنتخب المالي حيث اشترك نجم وسط برشلونة سيدو كيتا بديلا للمصاب ايضا اجيمو .
وعقب نزول كيتا مباشرة ينجح المنتخب الانجولي من افتتاح النتيجة عن طريق فلافيو بعد ضربة حرة مباشرة تحصل عليها مانوتشو ونفذها جيلبيرتو "ماركة مسجلة" على رأس فلافيو الذي لم يجد صعوبة في وضع فريقه بالمقدمة في الدقيقة 37 .
واصل انجولا سيطرته وزاد حماس لاعبيه بعد التقدم ومن الجاب الأيمن وقبل نهاية الشوط بدقيقتين يرسل ساليفيو عرضية متقنة على رأس فلافيو الذي حولها بمهارة فائقة هدفا ثانيا لبلاده لينتهي الشوط الأول بتقدم انجولي مستحق بهدفين للا شيء .
دخلت انجولا الشوط الثاني بسرعة كبيرة وسيطرة وضغط عالي ولم يبدي الضيوف اي ردة فعل تجعل احد يتوقع ما ستسفر عنه الدقائق القادمة .
وفي الدقيقة 67 يقوم الحكم عصام عبد الفتاح باحتساب ضربة جزاء صحيحة لانجولا يحولها النجم الأهلاوي جيلبيرتو الى هدف فريقه الثالث بعد الإعادة وتمكن جيلبيرتو من تسجيلها في المرتين .
استمر انجولا في ضغطه الذي اعتمد فيه على الاجناب التي عملت بكفاءة والكرات العرضية الخطيرة الى ان نجح غزلان انجولا في الحصول على ضربة جزاء جديد تحصل جيلبيرتو عليها بعد تدخل من سيدو كيتا في الدقيقة 74 تمكن مانوتشو من وضع الهدف الرابع منها وسط فرحة غامرة للجماهير الانجولية بعد وصولها لأكبر نتيجة تحصل في مباريات الافتتاح والتي لم يحققها سوى المنتخب المصري ضد نظيره الاثيوبي في عام 59 .
ولكن لم يكن احد من المتابعين يتوقع الطوفان الخامد من الماليين والذي كانت الدقيقة 79 هي لحظة انفجاره .
وكان بداية الدقائق المجنونة من ركنية مالية وبعد صراع اقدام داخل منطقة الست ياردات يتمكن سيدو كيتا من خطف اول اهداف فريقه .
استمرت نتيجة الأربعة مقابل هدف حتى الدقيقة 88 عندما تمكن نجم اشبيلية الشهير عمر كانوتيه من تذليل الفارق في مرة ثانية بعد رأسية رائعة من على حدود منطقة الجزاء .
لم يتوقف الماليين عند هذا الحد وقد الهب هدف كانوتيه حماسهم وواصلوا الهجوم وفي الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع المقدر بأربعة دقائق يعود كيتا ليزيد من احلام فريقه بهدف ثالث بعد يسارية قوية على الطائر .
وقبل ان يستفيق جوزيه ولاعبيه من صدمة الهدف الثالث يأتي ياتاباري ليضيف الهدف الرابع وسط ذهول كل الحاضرين وغضب عارم من جميع الموجودين على دكة انجولا لينتهي اللقاء بنتيجة وسيناريو تاريخي لن يمحى من ذاكرة امم افريقيا عبر تاريخها .
يذكر أن هذا السيناريو قد حدث من قبل في نهائي كأس العالم للشباب عام 1989 في السعودية وبالتحديد يوم 25 فيراير 1989 والذي جمع المنتخب الروسي بنظيره النيجيري وكان الروس متقدمين بأربعة اهداف نظيفة حتى الدقائق العشرة الأخيرة عندما عادت نسور نيجيريا في المباراة بأربعة اهداف متتالية وتوجوا باللقب عن طريق ركلات الترجيح بعد ذلك بنتيجة 5-3.
بهذا التعادل تقاسم الفريقان قمة المجموعة الأولى بنقطة لكل منهما في انتظار لقاء الغد بين مالاوي والجزائر لمعرفة الشكل النهائي لجدول المجموعة بنهاية مباريات الجولة الأولى
الأحد يناير 10, 2010 11:53 pm
