الحلقة الرابعة (وجة القاتل وبداية الطريق)

معذرة ياسيادة وكيل النيابة..
سأتخطى ثلاث سنوات كاملة من قصة حياتى دفعة واحدة
ساتخطاها لانة لم يحدث فيها ما يستحق للذكر صحيح ان اعمال امى ازدهرت كثيرا خلال هذة الفترة حتى اننا نسينا ايام الفقر وسنوات العذاب
وصحيح انى نجحت فى هذة السنوات بتفوق بدرجة جيد جدا فى كلية الحقوق
محافظا على تفوقى الذى لم يزعزة الثرى
ولقد حدث تغيير فيا بدون ان انتبة الية فانتقال الانسان من فاقة الفقر الى نعيم الثراء لا يمكن ان يحدث دون تغيير
لقد خبت جذوة الانتقام فى اعماقى كثيرا
صحيح انها لم تنطفى تماما ولكنها لم تعد بنفس التأجج السابق
كانت صورة ابى المعلقة فى صدر ردهة منزلنا كانت تثير حماسى فى البداية وتلهب مشاعرى ومع مرور الوقت صارت شيئا تقلجيا مألوفا
حتى ذلك السروال القديم انزوى فى ركن مهمل

ولقد تلقتنى تلك المشاعر التى تنتاب الشباب وانتزعتنى من افكارى السوداء طويلا
فلقد اصبحت فى الحادية والعشرين من عمرى وازدادت وسامتى بمرور الوقت فكنت المح نظرات الاعجاب فى عيون زميلاتى فى الكلية
وفى محاولات العابثات منهن فى التقرب منى بأساليب سخيفة مفضوحة
ولكن حياتى اللى مرت بيها علمتنى الرزانة وعدم اللهو واللعب

وفى اول ايام راستى فى العام الاخير
اصدمت بسيارتى سيارة اخرى وسمعت صوت المصباح بتاع السيارة يتهشم
وسرى فى اعماقى غضب شدي
ولكننى تسمرت فجأة فلقد كانت تقود السيارة الصغيرة امراة جميلة ورقيقة
لم يكن جمال المراة هو الذى سمرنى فى مكانى
لم يكن شعرها الاشقر الناعم الجميل ولا شفاتها الوردياتان الصغيرتان
ولم يكن السبب هو تلك الصبية التى قفزت من خلفها فى خوف
والتى اشبة بملاك صغير بالغ الجمال والرقة
لم يكن كلا من هذة الاسباب
لقد كانت قائدة السيارة هى زوجة القاتل
زوجة القاضى الذى ارسل والدى الى حبل المشنقة
لم انسى ملامحها ابدا بعد مرور احد عشر عاما من رؤيتى لها فى المحكمة
ووقفت اتطلع اليها فى زهول وتصورت ان القدر القى بها فى طريقى
ثم نقلت عينى الى الصغيرة كانت تحمل نفس جمال امها ورقتها
ولكن عاد عقلى فى لحظة واحدة الى ذكريات الماضى السحيق
تذكرت لحظة المحاكمة
اعدام ابى
سنوات العذاب
وجة القاضى
كانت اخر صورة احتفظ بها زهنى
وانتزعنى صوتها وهى تقول
انا المخطئة لقد كنت متسرعة ساتحمل جميع المصاريف االلازمة للسيارة
لم استمع الى باقى عبارتها
كنت لحظتها افكر فى تمزيق رقتها بكلمات جارحة
كنت افكر فى اهانتها وتجريحها
كانت فرصة سانحة لرد الضربة التى حطم بها زوجها اسرتى
ولكن ما كاد الشيطان ليترك مثل هذة الفرصة النادرة
فأسرع يوضع فى عقلى خطة انتقامية بشعة
ولم تكن مهمة الشيطان عسيرة فلقد كان قلبى الاسود ارضا خصبا لنبت الشر
وبدلا من ان انفجر ثائرا قلتلها لا عليك ياسيدتى كلنا معرض للخطأ
حاولت اقناعى بدفع التكاليف ولكنىى رفضت
وتركتها تنصرف بهدوء
وتابعت السيارة الصغيرة ببصرى وهى تنصرف وبداخلها زوجة القاضى وابنتة

ودخلت محاضرتى وانا افكر ماذا كانت تعمل هنا
وفجأة دخل الدكتور انة هو المستشار حسن عبد الجليل رئيس محكمة النقض السابق
وكلة يصقف الا انا
انة وجة القاتل)0)

بداية الطريق)
لم يكن من العسير ان اجمع عنة معلومات
علمت انة وصل الى منصب مستشار بسهولةنظرا لملف خدمتة المشرف
ولقد اصبح لفترة طويلة رئيسا لنادى القضاة
ثم قرر يوما ان يترك كل هذا ويفتح مكتب للمحاماة
واستقال من منصبة بناءا على رغبتة
وكان من الطبيعى ان تلجا الية كلية الحقوق
الى الافادة من خبرتة
ولم ينجب المستشار سوى ابنة واحدة(هالة)ز
ذلك الملاك الذى رايتة جوار امة الجميلة
ومن العجيب ان الرغبة فى الانتقام حجبت فى عينى كل اثر للشفقة والرحمة
وكانت خطتى طويلة للمدى
تحتاج الى كل من الصبر والبراعة
والشيطان يمكنة ان يصبر طويلا
وكانت خطتى تعتمد على التقرب من المستشار حسن ونيل ثقتة ورضاة
واوليت اهتماما كبيرا لمادة القانون الجنائىوصرت التهمما التهاما
ولقد افلح هذا الاسلوب تماما فلقد بدأ المستشار حسن يولينى اهتمامة ورعايتة ويرمقنى بنظرات الاعجاب
وهو يقول: انت طالب متميز يا عادل وسيكون لك شأن عظيم
ومن سخرية القدر انة كان يعلم اسمى بالكامل دون ان ينتبة الى شابهة مع اسم الرجل الذى اصدر حكمة باعدامة
وكان هذا يزيدنى بغضا لة وكراهية
وكان يحكنى ان تفوقى ممكن ان اصير وكيل نيابة ولكنة تعجب عندما اخبرتة ان هذا ليس املى وان املى ان اصير محامى لم يعلم ان هذا من خطتى

ولم اتقبل انة ممكن ان يتصف بالحنان ولم افصل انة وقتها كان يؤدى عملة
كان شيطان الانتقام يحجب عن عينى كل الحقائق والمفاهيم

انتظرونا الحلقة القادمة مع الحلقة الخامسة وتكملة لبداية الطريق وبداية هالة


اتمنى ان تعجبكم

تسلم ايدك ياملاكى
مستنيه الحلقات الجايه