لقد خفقت عروقى كلها بفرحه غامره ولم استطع النوم الاسبوع كامل وانا افكر فيما قاله وفى المعرض القادم الذى منحنى شرف افتتاحه وفى كيفيه جعله افضل معرض للتصوير الفوتوجرافى شهدته الجامعه منذ افتتاحها ولم يكن هذا عسيرا مع اتساع دائره معارف ابى واتصالاته وفى صباح يوم الافتتاح فوجئ(عمر) بكل الصحف اليوميه تقربيا تشير الى معرضه وتصفه بانه رئيس اتحاد طلاب الكليه وفنان الجامعه وتصدرت صورته باب اخبار الجامعات فى احدى الصحف الشهيره وتنازلت انا عن حق افتتاح المعرض للاستاذ (رفقى) اشهر مصور صحفى فى مصر كلها الذى انبهر بالصور التى التقطها (عمر) بالفعل وهناه عليها كثيرا وتنبا له بمستقبل باهر بل وبلغت دهشه (عمر) ذروتها عندما فوجئ بمندوب شركه خاص يتعاقد معه على استغلال صوره فى انتاج نتيجه حائط انيقه للعام الجديد ومنحه عربونا ضخما مع وعد بوضع اسمه على كل الصور واعتقد انكم ادركتم على الفور ان هذه الشركه واحده من الشركات التابعه لامبراطوريه ابى ولكن (عمر) لم يدرك هذا لحسن الحظ ولقد قفزت سعادته الى القمه بهذا المعرض واخبرنى اننى جلبت له حسن الحظ وكان كل هذا كفيلا بتفجير كل ينايع سعادتى لولا صوره واحده صوره وضعها (عمر) فى مكان الصداره فى معرضه وكانه يحمل لها اعتزازا خاصا للغايه او بمعنى ادق يحمل لصاحبتها كل الاعتزاز والتقدير كانت فالصوره لفتاه مثل عمرى تقربيا عاديه الملامح بسيطه الملبس على نحو يشف عن التواضع ورقه الحال ولكن وجهها كان يحمل ابتسامه عجيبه ابتسامه اثارت فى اعماقى قدرا هائلا من الغيره بكل ما تحمله من رقه وعذوبه وسحر
ابتسامه حب..
وفى قلق لا يوصف سالت احد الاصدقاء (عمر) المقريبن :
- لماذا احاط (عمر) هذه الصوره بكل الاهتمام؟
صديقه ابتسم وهو يتطلع الى الصوره فى اعجاب قائلا:
- هذا الامر طبيعى فهى صوره (ليلى )
تصاعدت حده الغيره فى اعماقى وانا اساله:
- (ليلى ) ؟ من!
اجاب فى بساطه :
- (ليلى ) ابنه عم (عمر)
كان هذا الجواب وحده يكفى لاثاره اطنان من غيرتى فما بالكم بما اضافه فى هدوء
-وحبيبته
ومع قوله انطلقت خفقات قلى كقنبله نوويه لقد كان الجواب اشبه بصاعقه هوت على قلبى ومزقته اربا بلا هوداه صاعقه لا تحمل ادنى قدر من الرافه او الرحمه
انتهى المعرض ورفعت كل الصور من اماكنها فيما عدا صوره (ليلى ) صحيح انها لم تعد تحتل مكانها فى صاله العرض ولكن شيئا لم يستطع انتزاعها من قلبى وعقلى قط لقد انحفرت صورتها فى كيانى وانغرست فيه لتدمى قلبى طوال الوقت بلا انقطاع لم استطع قط نسيان ما وصفها به صديق(عمر) انها ابنه عمه وحبيبته لو انها حبيبته فمن اكون انا ؟! ما موقعى فى قلبه ؟! ما الذى صنعه كل ما فعلته من اجله ؟! لماذا هى وليس انا ؟! لماذا !....
لم اناقش ها الامر قط مع (عمر) بل لم اشر حتى اليه على الرغم من لهفتى طوال الوقت لهذا وهو بدوره لم يشر الى (ليلى) هذه ابدا لقد استمرت علاقته بى انيقه نظيفه يغلفها الادب والود دون ان تتجاوز حدود الصداقه او تقترب مجرد الاقتراب من حافه الحب ووقر فى قلبى ان (ليلى ) هذه هى المسئوله عن الحاجز بينى وبينه هى السبب فى ان (عمر) لا يشعر بحبى له صحيح اننى لمحت نظره حب فى عينيه مره او مرتين وهو يتحدث الى الا انها كانت تختفى بسرعه خلف حاجز من الرصانه والاحترام المهذب اللذين ترتجف لهما عروقى حنقا وغضبا وصدقونى اننى حاولت جاهده نسيان امر (ليلى ) هذه حاولت وحاولت فشلت ولكننى لم يكن بمقدورى قط ان انسى الفتاه التى يحبها حبيبى لم يكن من الممكن ان استوعب حتى وجودها وكثيرا ما كنت اتساءل : ما الذى وجده فيها ؟! ما الذى جعله يحبها ؟! السؤال القيت وكلما على نفسى كانت صورتها تتمثل فى ذهنى بابتسامتها الرقيقه الساحره فتمتلئ نفسى بالغيره والحنق والحسد وابكى طويلا فى فراشى وعلى الرغم من ثقتى بحبه لها و اصلت علاقتى ب(عمر) الذى كان يطير فرحا عندما تم طبع النتيجه التى تحوى صوره و توقيعه ومال على اذنى هامسا:
- الفضل لك ، بعد قلبى فرحا لقوله ووجدت نفسى اكره (ليلى)هذه اكثر واكثر فلولاها لكان قلبه خالصا لى بكل حبه ودفئه وحنانه ولست ادرى كيف مر بنا العام الدراسى وقلبى يحمل كل هذه المشاعر ولكننى استيقظت فجاه لاجد ان (عمر) قد انتهى من الامتحانات النهائيه وبات ينتظر النتيجه للحصول على درجه الليسانس وفى اخر ايام العام الدراسى جلست طويلا مع (عمر) الذى حدثنى عن اماله واحلامه على نحو وجد صدى رائعا فى قلبى وجعلنى اتساءل : اما زال يحب (ليلى ) هذه حقا؟!
نهضا وعندما لننصرف كدت اتعلق به واناشيده ان يبقى فلم يكن بمقدورى ان اتصور انه سيمضى الصيف كله دون ان اراه ولقد ضغط هى يدى فى حنان دافئ وهو يقول:
- سابذل قصارى جهدى لنظل على اتصال يا (هبه) واتمنى ان اراك يوم ظهور النتيجه
قلت بصوت متهدج:
- سانتظر هذا اليوم بفارغ الصبر
لم اكد انطقها حتى شعرت بخجل عارم جعلنى استطرد فى سرعه:
- لاعرف نتيجتك على الاقل
حمل وجهه ابتسامه حانيه رائعه وارتفع حاجباه فى تاثر وهو يتطلع الى عينى مباشره قبل ان يقول فى عمق:
- النتيجه لا تقلقنى كثيرا يا (هبه) لقد بذلت قصارى جهدى واعتقد ان النجاح سيكون من نصيبى باذن الله ولكنه مجرد خطوه فى حياه الانسان فالمهم بعدها ان يحصل على عمل جيد وان ينجح فى حياته العمليه و....
وصمت لحظه وهو يواصل التطلع الى عينى قبل ان يضيف بصوت خافت حنون:
- وان يحقق احلامه
لا احد يمكنه ان يرسم صوره لى فى ذلك اليوم لقد عدت الى منزلى وانا اطير من الفرح والسعاده وعقلى يستعيد كل كلمه نطق بها ............... انه يحبنى
ولكن فجاه عادت صوره (ليلى) ترتسم فى خيالى وعاد ذلك السؤال البغيض يمزق قلبى كيف يحبك وهو غارق فى حبها ؟! القلب لا يحب مرتين علمونا هكذا فى صغرنا وهكذا يقول قلبى ومره اخرى انتزعت (ليلى ) فرحه قلبى مره اخرى حرمتنى من السعاده بمن احب وبدلا من ان يرقص قلبى طربا لكاماته بات يبكى بدموع من الدم ؛ لانه ليس لى ولكن هذا لم يمنعنى من التفكير فى امره وفى كلماته الاخيره وحده النجاح لا يكفى المهم ان يحصل المرء على عمل جيد وعلى حياه عمليه ناجحه فكرت فى كلماته طويلا وكثيرا قبل ان اتجه الى مكتب والدى الذى استقبلنى بابتسامه كبيره كالعادته وهو يقول:
- اهلا يا (هبه) كيف حالك وكيف تسير ايام الاجازه معك؟!
رددت تحيته ، ثم قلت دون مقدمات وانا اضع امامه بيانات (عمر):
- ابى اريد منك ان تجد وظيفه فى شركاتك لهذا الشاب
ارتفع حاجباه فى دهشه والقى نظره على بيانات (عمر) فى اهتمام قبل ان يسالنى:
- ما مؤهلاته بالضبط؟
بسرعه اجبته:
-سيحصل على شهاده الليسانس بعد شهر واحد
ارتفع حاجباه مره اخرى ثم هز راسه وسالنى :
- لماذا هذا الشاب بالذات؟!
خفضت عينى فى خجل وانا اجيب فى خفوت:
- يهمنى امره
ارتسمت على شفتيه ابتسامه حانيه وهو يغمغم :
- اه فهمت
ثم اعتدل فى مجلسه واستطرد بلهجه رئيس مجلس الاداره الحاسمه :
- يمكنك ان تطمئنيه فلو حصل على الليسانس هذا العام سيجد وظيفه محترمه فى انتظاره
قفزت اتعلق بعنقه وغمرت وجهه بالقبلات فاتسعت ابتسامته الحانيه وهو يضمنى اليه فى رفق وكانما يعلن موافقته على ارتباطى ب(عمر) دون ان يسالنى عنه او عن اسرته و مستواه الاجتماعى نفس ما كان يفعله كلما راقت لى لعبه فى طفولتى (هبه) تحتاج الى هذا الشئ وهذا سبب كاف الحصولها عليه واصبحت اعد الساعات والدقائق والثوانى فى انتظار لحظه ظهور النتيجه لازف الى (عمر) البشرى بشرى حصوله على عمل فى شركات والدى انتظر و لاننى مرت الدقائق كالساعات والايام كالشهور حتى خيل الى انه قد مر دهر كامل قبل ان اهرع الى الكليه لالتقى به ونطالع معا نتيجته وكان لقاؤنا رائعا بالنسبه لى على الاقل لقد تصافحنا فى حراره واطلت اللهفه من عينيه وهو يقول فى رصانه :
- اهلا يا (هبه) اوحشتنى كثيرا
اما انا فكدت القى نفسى بين ذراعيه من شده لهفتى اليه وتخضب وجهى بحمره الخجل وانا اقول:
- انت اوحشتنى اكثر
لرؤيه معا وذهبنا النتيجه ونجح (عمر).... وفى غمره سعادته بنجاحه قلت له فى حماس:
- لقد حصلت على وظيفه
تطلع الى بدهشه فاخبرته بالامر كله و اطل تاثر واضح من عينيه وهو يتطلع الى عينى قائلا:
-(هبه) ماذا كان يمكننى ان افعل بدونك؟
كانت هذه اروع العباره سمعتها من بين شفتيه ماذا كان يمكن ان يفعل بدونى ؟! الا يعنى هذا اننى متميزه؟! اننى افضل منها من (ليلى)؟! يومها فقط شعرت اننى تفوقت عليها واننى اصبحت احتل فى قلبه مكانه خاصه لن يمكنها الوصول اليها قط ولكن ما ان حل الليل حتى عاد الشعور بالقلق ينتابنى من ادرانى انه ما زال يعتبرنى افضل اخت فى الدنيا وانها وحدها تحتل مكان الحبيبه فى قلبه؟! من ادرانى اننى لست سوى صديقه عزيزه تقدم الخدمه تلو الخدمه لصديقها واننى لم احتل فى قلبه قط موقع الحبيبه؟! ذلك الموقع الذى ظفرت به (ليلى) ابنه عمه وحبيبته اقلقتنى هذه الخواطر والافكار طوال اليومين التاليين وانتزعت منى فرحتى وسعادتى بكلماته وموقفه حتى عملت من ابى قد تسلم عمله بالفعل فى واحده من الشركات بمرتب لا يحلم به من يسبقه بسنوات من الخبره وان هذا من اجل خاطرى وحدى ولان لهفتى لرؤيته تنتصر دوما على كل مشاعرى الاخرى قررت ان اذهب لتهنئته فى مكتبه الجديد وذهبت ارتديت يومها افضل اثوابى وكاننى فى طريقى الى حفل اختيار ملكه جمال مصر لاننى كنت اشعر فى اعماقى باننى فى منافسه دائما مع حبيبته القديمه مع(ليلى) كنت واثقه من اننى اجمل وافضل منها الا اننى لم استطع التغلب على ذلك التوتر العنيف فى اعماقى تجاهها وانا فى طريقى اليه وعندما وصلت الى مكتبه كان قلبى يخفق فى عنف شديد وتوترى يبلغ ذروته وحنقى على (ليلى) يقف على قمه الغضب والثوره ودون ان اطرق الباب دفعته لادلف الى مكتبه كان يولينى ظهره و يتحدث عبر الهاتف فى اهتمام الشديد وسمعت اسم (ليلى) على لسانه لست ادرى ماذا اصابنى عندما سمعنه يردد هذا الاسم لقد تنجرت كل توتراتى وانفعالاتى ووجدت نفسى اصرخ بلا وعى :
-(ليلى)؟!(ليلى) مره اخرى؟!
التفت الى فى دهشه واشار الى سماعه الهاتف قائلا:
- انها زوجه عمى ام (ليلى) تهنئنى بالوظيفه و...........
صرخت بكل غضب الدنيا :
- (ليلى) ...(ليلى) الا يمكنك التفكير فى سواها؟!
عيناه اتسعت فى شده واعتذر لزوجه عمه فى ارتباك وانهى المحادثه ثم نهض الى يسالنى فى حيره متوتره:
-(هبه) ماذا اصابك؟!
ويبدو ان التفكير فى (ليلى) لعده الايام متواصله الهب اعصابى بحق فقد وجدت نفسى اصرخ فى وجهه ثائره :
- ما الذى فعلته (ليلى) هذه من اجلك؟! انا فعلت كل شئ انا وحدى نقود ابى وثروته هما السبب فى كل ما وصلت اليه حتى الان
اتسعت عيناه فى ارتياع وهو يحدق فى وجهى غير مصدق ولكننى واصلت فى عصبيه زائده:
- لقد احضرت اله التصوير اليابانيه خصيصا من اجلك بدلا من اله التصوير السخيفه التى تملكها وصنعت لك اللافتات الدعائيه التى منحتك ذلك الفوز الساحق فى انتخابات اتحادات الطلاب وجعلت الاستاذ (رفقى) يفتتح معرضك واجبرت والدى على شراء كل صورك من اجل نتيجه العام الجديد وباكبر ثمن ممكن كما اجبرته على منحك تلك الوظيفه التى لم تكن تحلم بمثلها وبالمرتب الذى تحصل عليه منها انا فعلت من اجلك كل شئ وفى النهايه لا تفكر الا فى (ليلى) هذه (ليلى) وحدها تلاشت نظره الارتياع من عينيه وانعقد حاجباه فى صرامه وهو يقول:
-كفى
صرخت فى وجهه :
-كلا لن اكف ينبغى ان تعلم ان (ليلى) لم تكن لتمنحك نصف او حتى عشر ما منحتك انا اياه (ليلى) لم
امسك كتفى فجاه فى قوه وارتجفت الكلمات على شفتيه فى غضب وهو يقول فى حده :
-(ليلى) لم يعد لها وجود
كلماته رجتنى حتى الاعماق فحدقت فى عينيه مردده:
- لم يعد لها وجود؟!
اجابنى فى عصبيه شديده لم اعهدها منه قط:
- نعم (ليلى) لم يعد لها وجود (ليلى) ماتت
انتفض جسدى كله فى عنف وانا اهتف ذاهله:
-ماتت؟!
تخلى عن كتفى وهو يقول فى توتر:
-نعم (ليلى) ماتت قبل ان التقى بك بعام كامل ماتت بسبب سائق اتوبيس
ارعن اتسعت عيناى فى شده وانا اتمتم :
- ولكن تلك الصوره فى المعرض؟!
اشاح بوجهه وهو يقول فى مراره:
- لو سالت لعلمت ان تلك الصوره تتصدر كل معارضى انها الصوره الوحيده التى التقطتها بها
ثم التفت يرمقنى بنظره ناريه مضيقا:
- التقطتها لها باله التصوير القديمه السخيفه
انهار كيانى مله فى اعماقى وانا اتطلع ايه فى ذهول فى حين عاد هو الى مكتبه فى بط وجمع اشياءه القليله من فوقه ثم اتجه الى الباب فى صمت وادار عينيه ليلقى على نظره اخيره جمدتنى نظره فى مكانى لكل ما حلمته من لوم وحزن وعتاب ..واستنكار وحب ................نعم حب
فى تلك اللحظه فقط ادركت ان (ليلى) لم تنافسنى فى قلبه قط ربما كانت حبيبته فيما مضى ولكنها لم تعد كذلك الان لقد كان يحبنى انا طوال الوقت انا ولست ادرى لماذا تجمدت فى مكانى والتصقت قدماى بالارض وهو يغادر المكان؟!
لماذا لم اقفز لا تعلق به واصرخ باننى لم اقصد او اعنى كلمه واحده مما قلتها له؟!
واننى احبه بكل جوارحى بكل كيانى ... بكل لهفتى ورغبتى كاثنى
لست ادرى حتى هذه اللحظه كيف تركته يرحل ؟!
كنت اعلم اننى جرحت كرامته ومزقت قلبه بلا رحمه وانه لن يغفر لى هذا قط و انا فقد وصلتنى منه رساله لم يكتبها ادركتها رساله منذ الحظه التى ترك فيها العمل
رساله تقول: ان قلبه ليس لبيع
الثلاثاء سبتمبر 09, 2008 1:37 am
